إذا كان الرجل يبحث فى المرأة عن صفة الزمالة، فماذا يا تُرى تعنى هذه الكلمة؟
الكل يعرف الزمالة عن طريق العمل ونفهم معناها على أنها مشاركة وجدانية ومحاولة للتعايش السلمي فى جو تسوده روح المحبة والألفة والتفاهم والتعاون من أجل تأدية رسالة جماعية يقوم كل فرد فيها بدور محدد، ويبذل صادقاً من جهوده وفكره ما يعود على هذا العمل المشترك بالنفع والفائدة .. وما يحقق له بالمثل من فرص النجاح.
فالزمالة باختصار تعنى أن يعيش الفرد مع زملائه بروح الجماعة، وأن يسعى فى الوقت نفسه لتحقيق ذاته .. وأن يرفع بينه وبين زملائه ستار الكلفة ولكنه فى نفس الوقت لا يفقد احترامه أو كرامته.
ما الذي يبحث عنه الرجل فى المرأة؟وإذا أردنا أن نطبق ذلك على شريك الحياة الزوجية، فإن ذلك معناه أن علينا أن نتعاون معه على تحقيق الاستقرار والنجاح والاستمرار لهذه الحياة، وأن نجعل من هذا الشريك أقرب وأعز الأصدقاء إلينا، وأن يكون التعامل عادلاً بأن يأخذ كل طرف حقوقه ويؤدى واجباته فى المقابل وألا نفرض عليه ما لا يدخل فى نطاق ...
التزاماته بالضبط مثل مجال العمل فكل له واجباته التي يقوم بها .. وأن يكون داخل المنزل جواً من الحب والصداقة والاحترام .. فإذا تم تطبيق مفهوم الزمالة داخل جدران المنزل كما يحدث فى بيئة العمل فسوف تكون النتيجة إيجابية كما يراها كل واحد منا داخل العمل.
كل هذه الاعتبارات يتم مراعاتها فى جو العمل، بل يحرص كل واحد منا ويتسابق على إحرازها من أجل النجاح على الرغم من أنه لا يوجد اختيار لشركاء (زملاء) العمل والذي يحدث هو إخضاع النفس على التكيف مع الأنماط المختلفة من الشخصيات والتأقلم معها من أجل أن يكون هناك سلام داخلي.
وإذا كانت حياة العمل تشترك مع الحياة الزوجية فى الكثير من الصفات، إلا أنه توجد اختلافات من شأنها أن تدفع بالحياة الزوجية إلى الأمام، فمفهوم الزواج تطور فلم يصبح مفروضاً علينا أن نتزوج بغير إرادتنا، وهذا بخلاف بيئة العمل حيث لا نختار شركائنا فى العمل .. ومن هنا تعطى فرصة "الاختيار" التي يتميز بها الزواج عن العمل أن تكون معدلات النجاح أكبر وأكبر.
بالإضافة إلى أن الفرق بين مجال العمل ومجال الحياة الزوجية كمشاعر وأحاسيس يضفى علينا روحاً من التشبث بها والعمل على دوامها، فمن الممكن أن يغير الشخص مجال عمله طلباً لدخل أعلى أو نتيجة لمضايقات أو رغبة منه فى التطور لاكتساب معرفة جديدة فى مجال آخر، أما الحياة الزوجية هى رباط مقدس نحرص على التمسك الأبدي به والذي يمكننا وصفها بأنها رحلة العمر التي تتطلب اختيار الرفيق والصديق والزميل وبدون هذا الزميل أو بسوء اختياره تصبح الرحلة مملة وصعبة.
فإذا تم اختيار الزميل المناسب فسوف يذلل العقبات وينتصر على كل الأزمات التي تبرز فجأة من وقت لآخر، لأن الطريق ليس ممهداً حتى نهايته، والانتصار على الأزمات تأتى من تعاطف هذا الزميل المناسب مع زميله الذي يشاركه الحياة ويشعره بأنهما كيان واحد بدون أن يفقد مقومات شخصيته. وهذا المعنى يتطلب أن يكون كل منهما على قدر من الثقافة والوعي حتى تكون بينهما نقطة التقاء .. وحتى يمكن أن يفهم كل منهما نفسية الآخر، وأن يعرف الأشياء التي تسعده والأشياء التي تسيء إليه وتسبب له الضيق والألم.
وتأتى بعد صفة الزمالة صفة "الطمأنينة" التي تترتب عليها، فالرجل يبحث أيضاً فى شريكة العمر عن شريك يطمئن له قلبه و
يتحدث معه عن مشاكله الخاصة والعامة، فإذا اطمئن الزوج إلى زوجته لا يخفى عليها شيئاً، والزوجة التي تشكو من أن زوجها يخفى عنها أسراره تكون هى الملومة لأنها لم تستطع اكتساب ثقته، أو لم تستطع بث الطمأنينة فى قلبه لكى يبوح لها بكل ما يوجد بداخله.
وإذا كانت بيئة العمل الهدف الأساسي فيها هو إنجاز الخطط والمشروعات المستقبلية، فبيئة الزواج لها خطط وأفكار ومشاريع بالمثل لتحتل المرتبة الثالثة فى الصفات الهامة للزواج صفة "الإنجاز". فالرجل يحب الحياة مع المرأة التي تساعده على تنفيذ أفكاره والمضي فى تحقيق مشروعاته المستقبلية التي يحلم بها لنفسه ومن ثَّم لأسرته، فهو يُقدر من يمد له يد العون والمساعدة وهى بشكل غير مباشر إحدى صفات الزمالة التي يرجوها من زواجه، فعدم القدرة على تحقيق الأفكار وتحولها إلى مجرد خيالات وأوهام تمضى الحياة بين الشريكين من فشل إلى فشل ومن حزن إلى خيبة أمل.
فالرجل أصبح أكثر وعياً وفهماً للأسس التي تقوم عليها الحياة الزوجية، ولم تعد القشور تستهويه، ولم يعد يلهث وراء المظاهر الخادعة من جمال الصورة للمرأة، ليتراجع الجمال وتحتل الثقافة والذكاء فى التعامل معه المرتبة الأولى.
نظرة الرجل للزواج قد تختلف عن نظرة المرأة لها، لأن المرأة بطبيعتها تختلف عن الرجل. فالمرأة تحب بكل جوارحها ولا يشغلها شىء عن بيتها وأولادها وزوجها لا العمل ولا المال، بينما الرجل لا يفنى تماماً فى الحب لا ينسيه التفكير فى عمله ومستقبله .. بل أنه ينظر إلى أن العمل دليل على حبه لزوجته .. لذ فهو يحتاج إلى مقومات خاصة فى شريكته لكى تستمر الحياة بدون رتابة بالنسبة له.
فالفرصة فى تحقيق مقومات الزمالة ونجاحها فى الحياة الزوجية – وهى الدعامة الأساسية التي يبحث عنها الرجل عند زواجه من المرأة – أعظم بكثير من مجال العمل، بل هى صفة إيجابية فى العلاقات الزوجية لابد وأن تبحث المرأة عنها هى الأخرى فى شريك حياتها.
وعلامات الزمالة التي يبحث عنها الرجل فى زوجته، تتلخص فى الكلمات التالية:
- الفهم.
- الوعي.
- الرقة.
- الحنان.
- الوفاء.
- التضحية.
- الثقة.
- الاستقرار.
- المتعة.
- الهدوء.
- السعادة. ...
وهذه الكلمات هي أحلى كلمات بالدنيا
وتنقص كلمة أضيفها وهي الحب ...